Khasawneh_logo

 

لي الفخر أني أردنـي ... وسهـول الحوران موطنـي ...
والخصـــــاونــــة كنيتـي ...

H.E Daifallah Hmoudمعالي المرحوم السيد ضيف الله الحمود

وزير سابق في حكومة المملكة الأردنية الهاشمية

عودة إلى الصفحة السابقة

جريدة الدستور في 28-1-2012

أسماء في الذاكرة : ضيف الله الحمود، القانوني، السياسي، الصحافي، الشاعر، المؤرِّخ، المـُربـّي

في بيت خاله الشيخ سالم باشا الهنداوي ولد ضيف الله محمود محمد الحمود الخصاونة عام 1914م»1910 م في رواية أخرى»في قرية النعيمة في ناحية بني عبيد القريبة من إربد، وعلى عادة تلك المرحلة الحقه والده بكـُّـتـَّـاب القرية ثم نقله إلى المدرسة الرُشدية في إربد، وعندما بدأ ضيف الله يعي ما حوله أخذ يتأثر بطروحات الحركة الوطنية الأردنية العروبية الوحدوية التي كان خاله الشيخ سالم باشا الهنداوي وجدُّه محمد الحمود الخصاونة من أبرز رجالاتها في شمال الأردن، وعندما إنتقل إلى مدرسة السلط الثانوية زاد تأثره بطروحات الحركة الوطنية بتأثير أساتذته وأنهى دراسته الثانوية فيها في عام 1932 م والتحق بدائرة المعارف معلما في مدارسها لمدَّة 8 سنوات كان خلالها يساعد والده في تجارته وفي زراعة أرضه في عجلون، ثمَّ دفعه طموحه إلى الإلتحاق بكلية الحقوق في الجامعة السورية بدمشق حيث أخذ ينشط في الجناح الشبابي للحركة الوطنية الأردنية فشارك قبيل تخرُّجه بفترة قصيرة مع عددٍ من الطلاب الأردنيين في تشكيل حركة شبابية سياسية في صيف 1946م كان منهم عبد الرحمن شقير وعقاب خصاونة وخلف حدادين كما يروي الأستاذ الدكتور علي محافظه في كتابه»الفكر السياسي في الأردن»، وأطلقوا عليها إسم»جماعة الشباب الأحرار الأردنيين»وكانت متأثرة بطروحات الدكتورمحمد صبحي أبوغنيمة الذي كان من أبرز المعارضين على الساحة السياسية الأردنية، وقد لعب أعضاء هذه الجماعة الشبابية في وقتٍ لاحقٍ دوراً مؤثراً في تشكيل»الحزب العربي الأردني»بزعامة الدكتور أبوغنيمة في 7/6/1946م، وبعد تخرُّجه عاد إلى الأردن ليعمل في المحاماة لفترة من الزمن ثمَّ أنتقل إلى سلك القضاء حتى عام 1954 م.

على صعيد العمل النيابي فاز المحامي الأستاذ ضيف الله الحمود في انتخابات المجلس النيابي الرابع»17/10/1954م ـ 26/6/1956م»، وفاز أيضاً في انتخابات المجلس النيابي السادس21»/10/1961م 17/10/1962م»، أما على صعيد المشاركة في الحكومات فقد شارك في حكـومـة الرئيس توفيق أبوالهـدى التاجي الفاروقي المشكَّلة فـي 24/10/1954م وزيراً للبرق والبريد والطيران المدني، ثمَّ شارك في حكومة الرئيس سمير الرفاعي المشكَّلة في 9/1/1956م وزيراً للمعارف والزراعة، ثمَّ أصبح وزيراً للزراعة ووزيراً للتربية والتعليم في تعديلٍ جرى على الحكومة في 1/4/1956م، وشارك في حكومة الرئيس بهجت التلهوني المشكَّلة في 7/10/1967م وزيراً للداخلية في تعديلٍ جرى على الحكومة في 9/9/1968م، ويُسجَّـل للأستاذ الحمود أنه أول وزير زراعة أصدر مجلة متخصصة بالزراعة.

على صعيد الصحافة شارك المحامي الأستاذ ضيف الله الحمود الخصاونة مع النائب المحامي الأستاذ شفيق ارشيدت في إعادة إصدار جريدة»الميثاق»المُعارضة في عام 1949م التي سبق أن أصدرها الدكتور محمد صبحي أبوغنيمة لتكون ناطقة باسم المعارضة الأردنية، وأصدر في عام 1964م أسبوعية»الصحفي»التي استمرت في الصدور حتى عام 1997م.

على صعيد العمل الخيري ترأس المحامي الأستاذ ضيف الله الحمود الخصاونة العديد من الجمعيات الخيرية أهمها جمعية رعاية الحجاج وجمعية رعاية أسر السجناء وجمعية إعمار الكرامة كما شارك في تأسيس الجمعية الوطنية لأصدقاء الشرطة، وترأس الأستاذ ضيف الله الحمود اللجنة الوطنية لنصرة الثورة الجزائرية، وكان أول من رفع العلم الجزائري على أول مكتب لجبهة التحرير الوطنية الجزائرية في عمَّـان تمَّ شراؤه بتبرعات الشعب الأردني وأصبح لاحقا مقرا للسفارة الجزائرية في عمان، كما ترأس الإتحاد العام للجميعات الخيرية لعدَّة دورات.

وقد ترك المحامي الأستاذ ضيف الله الحمود الكثير من بصماته الإبداعية خلال تسلمه أمانة العاصمة عمان»1960 م»، فقد كان من الأعمال الرائدة التي حققها مكتبة أمانة العاصمة،وتحديد موقع المدينة الرياضية وموقع الجامعة الأردنية، كما كان صاحب فكرة بناء الجسور بين بعض جبال عمان كجبل الحسين وجبل اللويبدة، وهوصاحب فكرة جسر عبدون المعلق وفكرة إنشاء مجمع العبدلي للحافلات وسيارات الأجرة على مساحة»28»دونماً، وكان يراوده حلم بناء بحيرة صناعية في وادي عبدون من أجل إيجاد رئة طبيعية وسياحية في وسط عمان الحديثة.

وإلى جانب إبداعاته في حقول القانون والسياسة والأدب والتعليم والزراعة والعمل الوزراي والنيابي والخيري فقد كان الأستاذ المجامي ضيف الله الحمود الخصاونة شاعرا مبدعا.

وفي عام 2001 م إنتقل المحامي الأستاذ ضيف الله الحمود الذي كان يسعد بمناداة الناس له بالخال إلى رحمة الله عزَّ وجلَّ.

نـُبذة عن نسب الخصاونة

في الجزء الرابع من كتابه المرجعي»معلمة للتراث الأردني»يذكر الأديب المؤرِّخ روكس بن زائد العُـزيزي أن عشيرة الخصاونة التي وصفها بالعشيرة الكبيرة تنتمي إلى الإمام جعفر الصادق»غير جعفر الطيار»وجعفر الصادق من ذرية الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبسبب هذا النسب كان الكثيرُ من أعقابه يُسمُّون أنفسَهم بالجعفريين، ويشير العُـزيزي إلى أن الخصاونة جاءوا من الحجاز وأقاموا في الكرك ثم ارتحلوا منها إلى بلدة دير غسان بفلسطين، ثم عاد فريق منهم إلى شرقي الأردن وأقاموا في بلدة كثربَّة في منطقة الكرك وعُـرفوا هناك بالغساونة نسبة إلى بلدة دير غسان، ثمَّ تحولت الغساونة بمرور الوقت إلى الخصاونة، وبعد فترة ارتحل فريق من الخصاونة إلى بين جبريل»هكذا وردت والأرجح أنها بيت جبرين»في فلسطين وعرفوا هناك باسم دار العزة، ويذكر أن الخصاونة ارتحلوا من منطقة الكرك إثر خلافهم مع عشيرة الأغوات من عشائر الإمامية ومع عشيرة العمروفاتجهوا إلى منطقة عجلون وأقاموا في قرية»عين الشعرة»ما بين صخرة وعبين، ويشير العُـزيزي إلى أن الخصاونة رغم كل الظروف التي واجهتهم فقد ظلوا يحتفظون لأنفسهم بمركز ممتاز، ومن»عين الشعرة»إنتقل الخصاونة إلى الحصن وتمكـَّـنوا بعد فترةٍ من انتزاع زعامة منطقة بني عبيد ولكنَّ حاكمَ منطقة عجلون أحمد الظاهر نجل حاكم عكَّا ظاهر العمر الزيداني»الزيادنه»الذي كان يسيطر على بعض مناطق عجلون خشي من خطرِ زعامة الخصاونه على ناحية بني عبيد فقبضَ على شيخِهم موسى المحمد وقتله وعلَقَ رأسَه على باب قلعته في بلدة تُُبنه في الكورة التي كان يتخذها مقراً له وسجنَََ العديدَ من رجالاتها.

وأشارت وثيقة أوردها الباحث أحمد صدقي شقيرات في مقالة له نشرتها مجلة أفكار في عددها رقم»177»الصادر في شهر تموز من عام 2003م إلى دور مشايخ لواء عجلون»شمال الأردن»في تزويد قوافل الحج الشامي بالجمال التي كانت أداة النقل الرئيسة في تلك المرحلة، وقد ذكرت الوثيقة الصادرة في عام 1180هـ -1766م إسم الشيخ موسى بن حمد الخصاونة في رأس قائمة أسماء المشايخ الذين قاموا بتزويد القوافل بالجمال ووصفته الوثيقة بأنه شيخ ناحية بني عبيد، والشيخ موسى بن حمد هوالذي قتله أحمد ظاهر العمر، وتورد وثيقة أخرى أوردها الباحث أحمد صدقي الشقيرات في مقالة له نشرتها مجلة أفكار الصادرة عن وزارة الثقافة في عددها رقم»187»الصادرة في شهر أيار من عام 2003م أسماء مشايخ بلدات وقرى شمال الأردن الذين بايعوا السلطان العثماني عبد العزيز خان بالسلطنة بعد وفاة أخيه عبد المجيد، وقد جاء إسم الشيخ عبد العزيز بن موسى بن موسى الحمد الخصاونة في رأس قائمة الأسماء بصفته شيخ مشايخ ناحية بني عبيد، والشيخ عبد العزيز هوحفيد الشيخ موسى الحمد الخصاونة الذي قتله أحمد ظاهر العمر الزيداني وقد تولى زعامة ناحية بني عبيد ما بين عامي 1255هـ -1285هـ 1839م- 1868م، وكان الشيخ عبد العزيز يستعمل ختماً في تواقيعه نُقش عليه عبارة»هوالعزيز.. وأنا عبده».

وعندما أغار أحمد باشا الجزَّار الذي انتزع الحكمَ في عكَّا من ظاهر العمر على أحمد الظاهر وهزمَهُ وأخرجَهُ من منطقة عجلون عاد الخصاونه واستعادوا زعامتَهم من جديدٍ في ناحية بني عبيد واتـَّـخذوا من قرية الحصن مقراً لزعامتهم ولكن لم يطل الأمرُ حتى صدر من السلطانِ العثماني مرسومٌ»فرمان»مؤرَّخ ٌ في29 ربيع الآخر من عام 1286هـ / 1869م يقضي بإخراج الخصاونه من الحصن فانتقلوا إلى النعيمة وإيدون، وذكرت بعضُ المراجع أنَّ الشيخ سالم الهنداوي شيخ ناحية بني عبيد في عصره كان يحتفظ بنسخةٍ من فرمان الحكومة العثمانيَّة وربما يحتفظ به أبناؤه من بعده، وتشير ترجمةِ الفرمان العثماني باللغة الإنجليزية كما أوردها الباحث الدكتور رؤوف سعد أبوجابر في كتابه المطبوع بالإنجليزية»
Pioneer over Jordan إلى أنَّ عملية الترحيل في تلك الفترة من الحصن شملت السادة عبد الرحمن حلـُّـوش وعبد الله الخليل وعبد العزيز الناصر وشقيقه عبد الله الناصر.

وتندرجُ تحت مظلة عشائر الخصاونه عشائر الحمود والموسى والعيسى والناصر وبركات وحلـُّـوش والنواصير وتضم فروعا اخرى ترتبط بالافخاذ مثل الخلايله والياسين والصويلح وآخرون.

ويُعزِّز كتاب»قاموس العشائر في الأردن وفلسطين»لمؤلفه الباحث حنا عمَّـاري الرواية التي تردُّ الخصاونة إلى الشيخ محمد أبي الفيض الذي ينتهي نسبه إلى الإمام جعفر الصادق من ذرية الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويذكر عمـَّـاري أن الخصاونة غادروا الحصن إلى إيدون والنعيمة ليلة 29 من ربيع الأول من سنة 1286هـ»1869 م»وذهب قسم إلى بيت جبرين في منطقة الخليل بفلسطين، ويشير إلى وجود قرابة بين عشائر الخصاونة وعشيرة»آل العزَّة»الذين ينتشرون في عدة مناطق في فلسطين.