Khasawneh_logo

 

لي الفخر أني أردنـي ... وسهـول الحوران موطنـي ...
والخصـــــاونــــة كنيتـي ...

Hani_Khasawnehالوقت لم يفت على العلاج
منشور على موقع "كل الأردن"

لإضافة تعليقعودة إلى الصفحة السابقة

19 شباط 2011

الدكتور هاني الخصاونة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبيه العربي الأمين،

أيتها الأخوات الماجدات، أيها الأخوة الأعزاء،

 

إن احتفالنا اليوم بذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة سامية يجب أن نؤكد فيها عهداً بالإلتزام بسيرة الرسول العربي العظيم، وبإستيعاب الرسالة الإسلامية السامية التي حملتها أمة العرب إلى أربع  أنحاء الارض، هدياً وتثقيفاً ونشراً لأسمى القيم التي تكرم ابن آدم وتعليه وتربيه متساوياً مع أخيه الإنسان لا فرق بينهما إلا بالنزاهة والخلق القويم والتقوى.

كما نتوجه إلى الله جل وعلا بالطاعة والثناء والشكر على نعمه على أمتنا العربية والإسلامية، فقد تحول احتفالنا بذكرى المولد النبوي الشريف إلى إحتفالين،  يملآن نفوس الملايين من أبناء وبنات هذه الأمة بالإعتزاز والثقة وبأن ارادة الشعوب من إرادة الله .

احتفالنا اليوم يقترن بما أنجزه الشعب التونسي الشقيق  الذي فاجأ الدنيا كلها، وأيقظ الأمة العربية بالذات من سبات اليأس والقنوط، لتصحو على الشعب التونسي وهو  يستلهم دينه الإسلامي العظيم ويستل من غمد الموروث الاسلامي الرائع سيف الجهاد الباتر فيسقط أعمدة الطغيان والتجبر ويجبرهم على الفرار ويطهر الساحة التونسية من أدران التغريب والمحاولات البائسة لتجريد تونس من هويتها العربية الإسلامية الخالدة..... المجد لتونس وشعبها الأبي والعار والخزي لطاغية تونس ورفيقته ومن والاهم.

واحتفالنا اليوم  يقترن أيضاً بما يعجز اللسان عن وصفه وما لا يحسن التعبير عنه أجود الكلام وأبلغه، إنه يقترن بالثورة الشماء لشعبنا المصري العظيم ... المجد والخلود لمصر وشهداءها وبناتها وأبناءها الشجعان الذين استوحوا من ولائهم لرسولهم العظيم الصبر والعزيمة والثبات حتى هزموا الفرعون الظالم  الذي خان مصر وتنكر لتاريخها وأهدر حقوق شعبها وأباحها لنفوذ الصهاينة والأمريكيين ومن شابههم من المرتشين واللصوص والمنتسبين للجمعيات الموبوءة الخادمة للحركة الصهيونية .... العار العار للطاغية الساقط الذي تنكر لأهل غزة الأباة وضياغمها البواسل وحرائرها الصابرات وشعبها الذي صمد ثلاثين يوماً في عدوان اسرائيل عليه عام 2008 وبقي شامخاً متماسكاً معتمداً على الله وعلى نزاهة قيادته التي انحصرت خياراتها بين الصمود بكل ما فيه من صعاب ومشقة وبين الموت فقبلت الخيارين ... المجد كل المجد لغزة ولحماس وللجهاد الإسلامي وقبلهم لشعبنا العظيم في القطاع الأبي وكل فلسطين المحتلة... سبق وأن ذكرت إيتها الأخوات وأيها الإخوة بأن ما جرى في تونس ومصر لا تتسع له بلاغة ولا يستوعبه خطاب. ولا بد من أن أختم ما ذكرته بتحية كل الصامدين من أبناء أمتنا في فلسطين وفي العراق وفي لبنان، وأن نعبر عن تضامننا الصادق مع الشرفاء المجاهدين من أجل الحق والمساواة والعدالة ونظافة الحكم في اليمن والبحرين وليبيا وسواها من أقطار العرب والإسلام الرزاحة تحت هيمنة الطواغيت من كل حجم ولون..

أيتها الأخوات ... أيها الإخوة ...

 في الذكرى العطرة لمولد الرسول العظيم نبتهل إلى الله تعالى ابتهالاً خاصاً بأن يحمي دولتنا الأردنية من شرور بعض أهلها ومن شرور أعداء الأمة، فكل مصادر الإعلام الأجنبي تتوقع للأردن ما لا نتمناه ومالا يريده أبناء الأردن الشرفاء، وأحزابه الوطنية وأهل الرأي والحل والعقد وأبناء عشائره.... وبنفس الوقت فإننا نعرف بأن بلدنا يمر حالياً بأزمة جادة وخطيرة ولكنها أزمة ما تزال قابلة للسيطرة والحل..... وبداية لا بد من التأكيد بأنه ليس هناك أردني واحد يريد السوء لقيادة الأردن، او ينكر دور عميد هذه القيادة المرحوم الملك عبد الله والمرحوم الملك الحسين في بناء الأردن الحديث المزدهر. ولكن لأننا شعب صغير نكاد نعرف بعضنا بعضاً فكلنا مطلع على ان الدولة الاردنية قد بنيت على أعمدة وأركان أهمها كان دوماً ركن نزاهة الحاكمين المطلقة ونصاعة سلوكهم المالي وإشراكهم لأهل الحل والعقد في شؤون بلدهم، ولم يخجل الأردنيون قط بفقرهم لأنه كان أمراً مشتركاً بينهم وبين حكامهم والمسؤولين عنهم. ولأنه لا أحد منا يريد أن يشهر أو يتشفى بأهله فليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ غير ان الاردنيين يريدون ان يعرفوا كيف وصلت المديونية إلى 17 مليار دولار وان يعرفوا تفاصيل بيع ممتلكات الدولة والشركات الكبرى وحقيقة ما يتردد عن الاستيلاء على اراضي الخزينة والاعطيات والهبات التي استنزفت المال العام  وكل ذلك ليس بغرض التجريم ولكن لغرض تصحيح ما يمكن تصحيحه وشد جسم الوطن الذي تراخى وتضعضع بعد أن هبط على وزارات الدولة  ومؤسساتها أغرار أثخنوا في مناصبها وهيئاتها العليا تخريباً وتهشيماً حتى فقدت وزنها المعنوي واحترامها في أنظار المواطنين.... وها هي تتعاقب أمام أعيننا صور لحالة من الإنفلات التي أكلت الهيبة، وأغشت العيون، وأربكت الأفهام فكل يغني  على ليلاه..

أعود لأذكر بأن الوقت لم يفت على العلاج والمقاربة، فالأردن مليء بالأبرار والثقات والغيورين عليه، والذين جربهم شعبنا وخبر طينتهم وعجم عيدانهم فكانوا عند حسن ظن مواطنيهم بهم ... كما أعود وأؤكد بأن المديونية لن يسددها أشقاؤنا الأغنى ولن يساعدنا أحد إلا إذا ساعدنا أنفسنا واتكلنا على صبرنا وتقشفنا واعتمدنا على الانتاج وتوقفنا عن السلوك المترف والبهرجة الكاذبة وتمسكنا بالقناعة وقيم المساواة والتآخي والنزاهة وأزحنا من طريقنا الأشواك والألغام والحفر التي شوهت مسيرتنا وتربكنا الآن وانتهت بنا الى ما نحن فيه.

حفظ الله الاردن والصلاة والسلام على نبيه العربي الامين  والله أكبر ثم الله أكبر

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

الدكتور هاني الخصاونة